وحي البادية

المدربة رفعة السبيعي

(تجيد السدو وتصميم الفروات والأقط والسمن)

البداية والنشأة

تعود بداياتي مع الحرف التراثية إلى طفولتي المبكرة، فقد كانت والدتي – بحكمتها – تشركني في كل عمل تقوم به منذ نعومة أظافري، وخاصة ما يتعلق بأعمال البادية وأهل القرى. وعندما بلغت العاشرة، كنت قد أتقنت أغلب مهارات المنزل، بما في ذلك صناعة الأقط والسمن.

فضولي وحبي للتعلم دفعاني لمراقبة والدتي عن قرب أثناء قيامها بحرفة السدو، وهي الحرفة التي تجيدها نساء البادية لصناعة بيت الشعر، والذي يمر بعدة مراحل. وعندما تنشغل والدتي بأعمال المنزل، كنت أذهب خلسة لإكمال عملها في السدو، ورغم أنني كنت أُوبَّخ أحيانًا لأخطائي، إلا أن إصراري دفعها لاحقًا لتوكل إلي مهمة تنظيف ونفش الصوف الذي نحصل عليه من غنمنا بعد القص، ثم غزله بالبرم، وهي الخطوة التي تسبق الصبغ والسدو.

إتقان الحرفة وتطوير المهارة

مع مرور الأيام، تعلمت مراحل صناعة بيت الشعر، بدءًا من عمل الشقاق، ثم خياطته بالمضرب (الإبرة الكبيرة التي يُدخل فيها خيط الصوف، وتسمى أحيانًا "المخاط")، وهو أطول من "الخلال". وتنوعت أحجام بيوت الشعر التي صنعتها ما بين:

• الخربوش

• القطبة

• المقورن

• المثولث (أكبر حجم قمت بصناعته)
  كما يوجد بيوت المخومس، المسدوس، المسوبع، وصولًا إلى المتوسع، وهو من بيوت الشيوخ الكبيرة.

العمل والإنجازات

بعد أن أتقنت الحرفة، امتهنتها وبدأت أصنع بيدي وأبيع للمهتمين، وحققت – بفضل الله – أرباحًا جيدة. ومع شهرة أعمالي، تلقيت عروضًا للمشاركة في العديد من المهرجانات التراثية، منها:

1. مهرجان الساحل الشرقي (عدة مرات)

2. مهرجان الجنادرية

3. الموروث الشعبي بدولة الكويت

4. صيف الشرقية (برعاية الأمانة – عدة مرات)

5. برنامج صنعتي (عدة مرات)

6. مشاركات متعددة مع شركة أرامكو السعودية

التحديات والتطوير

في السنوات الأخيرة، قلَّ الاهتمام بهذه الحرفة بسبب انتشار المنتجات المستوردة من ألمانيا وتركيا وغيرها، لذلك كان لزامًا علينا تطوير أعمالنا. ومن خلال مقرّي في الأسر المنتجة بالنعيرية، بدأت في إنتاج مشغولات مبتكرة مثل:

• حقائب القهوة

• أغطية الهواتف

• تلبيس الترامس والقواطع

• الميداليات

• الشعارات الوطنية

• اللوحات التراثية

الرؤية والطموح

حلمي أن تتبنى جهة راعية دعم الحرفيات، وأن نحصل على الدعم اللازم لتطوير أعمالنا، فنحن على أتم الاستعداد لإبراز هذا التراث وتعليم طالبات المدارس على طرق ومراحل تنفيذه.